التعامل مع الطفل المتعثر
من هو ريان ؟.
ريان، طفل صغير في السادسة من عمره، يتمتع بنظرة
بريئة تجعلك تحبه وتعطف عليه بمجرد أن ينظر اليك، جميل وهادئ، مشكلته تكمن في أنه لم يدرس في المرحلة التمهيدية، ليستأنس بأقرانه
ويألف جو المدرسة، بالإضافة الى تعلم الحروف والكتابة.
بداية اكتشاف مشكلة ريان
أعطيت التلاميذ دفاترهم، لكتابة الحرف
المرسوم على السبورة، وانأ أمر عليهم لمساعدتهم وتوجيههم، إذا بي اتفاجأ أن ريان لم يكتب شيئا و إنما رسم
مربعات كبيرة عندما سالته لماذا رسمت هذه المربعات؟ أجاب: بكل بساطة "
ما عرفتش نكتب".
أخذت دفتره ،ورسمت له الحرف على شكل نقط ، أعدت اليه الدفتر وعلمته كيف يمرر
القلم على هذه النقط.
مع الوقت لاحظت، أن ريان مع تعثره في الكتابة و القراءة، فهو ذكي يستوعب
كل
ما اشرحه في الصف، بالإضافة
إلى أنه يشارك في القسم، و عندما لا يعرف شيئا
يشرع في البكاء .
يستطيع حفظ القرءان الكريم بمجرد السماع والتكرار يتذكر
الكلمات والجمل التي يقرأها
أصدقاؤه على السبورة، كان يبدل جهدا
ليتعلم.
رأت احدى الاستاذات ما أبدله مع ريان من
جهد قالت لي: بالحرف
"لا تتعبي نفسك فريان سيعيد السنة الدراسية" .
أجبتها: لن يعيدها فردت " لقد تحدثت مع والدته ومع المدير وهما موافقان على أن يعيد ريان السنة. سكت، لكن في قرارة
نفسي متأكدة أنه لن يعيد السنة.
التحدي
سأبذل قصارى جهدي ليتعلم ريان
الكتابة والقراءة، ولهذا اتبعت الخطوات التالية لتعليمه
على مستوى الكتابة :
بدأت معه من الصفر، أحضرت له مطبوعات
للحروف منقطة كي يتدرب على الكتابة،
وفي فترة الاستراحة، أكتب له كلمات
في ورقة ، و أعلمه كيف يكتبها دون الاعتماد على
النقط ، كان الأمر
دائما ينتهي بكلمتين" معلمتي تعبت " لأدعه و شأنه.
بقينا على هذا الحال طيلة فترة الأسدوس الأول، دون أي تحسن يذكر ليفاجئني بعد العودة
من العطلة بتحسن واضح في خطه لينتقل
من ضعيف جدا إلى مستحسن.
شعرت بفرحة عارمة، الحمد لله مجهودي لم يذهب أدراج
الرياح.
على
مستوى القراءة:
* كتبت الحروف على ورقة كبيرة
وعلقتها على الحائط ،ليقرأها ريان كلما
دخل إلى الصف كان يقرؤها بشكل يومي، لكنه
يحفظها فقط ولا يتذكرها.
ا* استخدمت
اسمه كوسيلة تعليمية
كتبت اسمه على السبورة على شكل وحدات :ر/يا/ ن و بدأنا
التدرب على الحروف الثلاثة
لـكن المشكل مزال قائما ( يـحفظ الحرف ويعرف
حركاته مع المدود ) ولكنه لا يتذكر رسمه،
بالإضافة الى عدم تمييزه بين الحروف المتشابه كدت أعلن فشلي ،خصوصا و
ان ريان لم يحرز أي تقدم ،مزال لا يستطيع قراءة كلمة وحده. طبقت معه كل ما
سمعته و قرأته استشرت مع أساتذة آخرين دون جدوى مشكل الحروف المتشابهة
مزال قائما ومجهودي لم يثمر عن أي تحسن مزال دون المتوسط
أخيرا وجدت الحل
يوميا أطرح
على نفسي هذا السؤال كيف يعقل أن يقرأ الحرف منفردا مع الحركات والمدود ولا يتذكره
عندما يقرأه في كلمة؟؟؟؟
إلى أن وفقني
ربي إلى حل لهذه المشكلة ،حيث وضعت قصاصات للحروف التي تتشابه
عليه وجمعتها
في كلمات حيث اكتب كل حرف بلون مغاير وأطلب منه قراءته
مثال : سـمك ــ سـيارة ـ سـاعد
شـفة ــ شـجرة
ـــ شـراع
ثم أجمع
الحرفين معا في كلمة مثال:
شـمـس ــ شاســع ـ مـشـمـس ـ شـــساعة ـ شـماس ـ شـمـسـية
وكم
كانت فرحتي عارمة. !عندما فاجأني المدير بزيارته، ليطلب من التلاميذ أن
يقرأوا
القراءة،
ليرى مدى تمكنهم من ضبط الحروف و قدرتهم على القراءة بمفردهم.
حان
دور رايان، بدأ ريان يقرأ الكلمات حرفا حرفا إلى أن انتهى من القراءة،ليبدي المدير
إعجابه
بتحسنه الكبير.
أحسست أنني
حققت انتصارا كبيرا عندما رأيت ثمرة مجهودي مع ريان,
والاروع أنه لن يعيد السنة
الدراسية و سينتقل للمستوى الثاني إن شاء الله
ريان يمكن أن
يكون أي يطفل متعثر فقط يحتاج الى من يقدم له يد العون والمساعدة
هكذا هم أبناؤكم اصبروا عليهم وخدوا وقتكم في تعليمهم لا تقارنوهم بأحد فقد ميز الله بين العقول وجعل لكل واحد طاقات وقدرات فقط يلزمكم الصبر والدعاء
شاهد أيضا